في أول مقابلة له مع وسيلة إعلامية موريتانية.. الكاتب السعودي الكبير فرحان الشمري:الترانسرفينغ أسلوبي ورؤية 2030 ملهمة

في أول إطلالة إعلامية له على القارئ الموريتاني، حظيت الحدث ميديا بشرف إجراء حوار حصري مع الكاتب السعودي الكبير فرحان حسن الشمري، أحد أبرز الأسماء في مجالات التدريب والتنمية الذاتية والكتابة الصحفية، وعضو جمعية الاقتصاد السعودية.
في هذا اللقاء المميز، فتح لنا الشمري نوافذ على مسيرته الثرية، متحدثا بصراحة وعمق عن رؤيته للحياة والتطوير الذاتي، وتحولاته الفكرية، وأبرز محطات نجاحه، إضافة إلى آرائه حول واقع التدريب في العالم العربي، ومآلات الاقتصاد السعودي، وأهمية التوازن بين الصحافة ومنصات التواصل الاجتماعي.
كما تطرق الحوار إلى فرص التعاون العربي، وآفاق التنمية في دول مثل موريتانيا، مؤكدا انفتاحه على بناء جسور تواصل مع الجهات والمبادرات الموريتانية.
لقاء استثنائي، جمع بين الفكر والخبرة، وكان على النحو التالي:
1. بداية، نود أن نتعرف منكم على تعريفكم الذاتي بعيدا عن الألقاب المهنية… من هو فرحان حسن الشمري؟
رجل يحب أن يتعلم و يتطور و يطبق مع إيمانه بقوة المعرفة والتطوير الذاتي أسعى وأسعد دائما بمساعدة الآخرين في رحلتهم نحو النجاح.
2. ما كانت نقطة التحول الأبرز في مسيرتكم المهنية أو الفكرية؟ وما الذي دفعكم لاختيار هذا المسار المتعدد التخصصات؟
نقطة التحول جاءت بدافع الفضول ورغبة في تكوين رؤية أكثر تكاملا من خلال دمج العلوم ( التخصصات المتعددة) و البحث في تقاطعاتها حيث على الإنسان أن يكتشف ثم يستثمر ما حباه الله من مواهب و قدرات لتعزيز فهم أمور الحياة والعمل في إطار من الإيجابية.
3. بصفتكم مدربا معتمدا في عدة مجالات، كيف تقيمون واقع التدريب في العالم العربي؟ وهل نمتلك فعلا بيئة حاضنة للتنمية الذاتية؟
واقع التدريب في العالم العربي يشهد نموا ملحوظا، لكنه لا يزال بحاجة إلى مزيد من التنظيم والاحترافية ليحصل على قدر من تنسيق الجهود وعدم تششتها أو تضاربها و أيضا هناك وعي متزايد بأهمية التنمية الذاتية لكن التحدي يكمن في الاستدامة و وما نراه يكون ذلك من خلال التفاهمات و التشريعات والدعم المؤسسي والثقافي و التواصل و التنسيق كم ذكرنا و لنكون متفائيلن دوما.
4. في رأيكم، ما هي الصفات الجوهرية التي تميز المدرب الناجح عن غيره؟
• فهم احتياجات المتدربين.
• التبسيط
• التجديد والتحديث (مواكبة الجديد).
• تحفيز المتدرب على التطبيق العملي
5. أنتم مدرب معتمد في “الترانسرفينغ”، وهو مفهوم غير مألوف للكثيرين. هل يمكنكم تبسيط هذا المفهوم لنا؟ وكيف يمكن أن يؤثر في حياة الأفراد؟
الترانسرفينغ هو تقنية ذهنية و نموذج يحاكي الواقع بقوة و في إطار عملي قدمها العالم الروسي فاديم زيلاند في كتابه “Reality Transurfing”.
حيث يكون التأثير حياة الأفراد عن طريق التركيز على فكرة وجود “فضاء الاحتمالات” حيث يوجد عدد لا نهائي من السيناريوهات المحتملة لكل حدث في الحياة و إمكانية الإختيار بينها لتحقيق النسخة المرغوبة للفرد في الواقع وذلك يتم عن طريق أساساً تغيير نواياه و تقليل التعلق ( تقليل الأهمية).
ولي دورة مجانية باللغة الإنجليزية عن ” الترانسرفينغ “على منصة ” Udemy ” العالمية وبلغ عدد المتدربين بحدود 500 متدرب و بتزايد مستمر.
6. من موقعكم كعضو في جمعية الاقتصاد السعودية، كيف تقيمون التطورات التي شهدها الاقتصاد السعودي في الأعوام الأخيرة؟
الاقتصاد السعودي شهد تحولات استراتيجية بعد رؤية 2030 التي هدفها الأساسي تقليل الاعتماد على مداخيل النفط وذلك من خلال تنويع الإستثمارات عبر فتح قطاعات جديدة مثل السياحة والترفيه ودعم ريادة الأعمال وتمكين المرأة وإعتماد التحول الرقمي وفي المحصلة نحوز على اقتصاد أكثر مرونة واستدامة وقد تحقق الكثير من أهداف الرؤية قبل مواعيدها المجدولة و لله الحمد بفضل الله ثم من خلال الإشراف و المتابعة المباشرة من ولي العهد و عراب رؤية 2030 سمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.
7. هل ترون فجوة بين ما يدرس أكاديميا في كليات إدارة الأعمال وبين ما يتطلبه السوق فعليا؟
نعم هناك فجوة بسبب عدة عوامل أهما تحولات و تغيرات سريعة في السوق المحلية والخارجية مع فرضية وجود الإرتباط بينهم حيث تتجدد و تتغير الإهتمامات و تتزايد الإبتكارات و الكل حريص على أن يحظى ب ” ميزة تنافسية ” كان ذلك في المنتجات أو الخدمات.
وكما يقال ” في الجامعة تتعلم الإجابات، لكن في السوق تكتشف الأسئلة الحقيقية”
ويكمن الحل: شراكات أقوى بين الجامعات والقطاع الخاص تكون متواصلة أو بالأصح آنية ذلك للنمط التسارعي للأسواق كما ذكرنا.
8. ما أبرز نصيحة تقدمونها لرائد أعمال ناشئ في ظل التغيرات الاقتصادية المتسارعة؟
أربعة نقاط نراها مهمة:
1. التركيز على الجودة وتقديم قيمة حقيقية.
2. المرونة .
3. بناء شبكة علاقات مفيدة .
4. التعلم من الفشل و النهوض بسرعة.
9. إلى جانب التدريب، أنتم كاتب صحفي… كيف تجمعون بين هذين المجالين؟ وأيهما أقرب إلى قلبكم؟
أنا لاؤمن بالتعارض Conflict بصورة عامة ومن هذا المنطلق أرى أن الكتابة الصحفية والتدريب يكملان بعضهما البعض حيث أن التدريب يمنحني اتصالا مباشرا بالجمهور وفهما عميقا لتحدياتهم واهتماماتهم وهذا مما يثري محتوى و جودة كتاباتي في المقابل الكتابة الصحفية تتيح لي الوصول إلى شريحة أوسع من الناس ومشاركة الأفكار والرؤى التي قد تفيدهم و ممن الممكن تكوين مادة تدريبية أو كتاب يكون كمرجع للتدريب و قد حصلت معي شخصيا عدة مرات.
أيهما أقرب إلى قلبي؟ كلاهما يمثل جزءا مهمًا من هويتي و شخصيتي الكتابة تمنحني مساحة للتعبير عن أفكاري وتحليل القضايا بشكل أعمق.. والتدريب يمنحني شعورا مباشرا بالتأثير والإسهام في نمو الآخرين،
10. ما الموضوعات التي تحرصون على الكتابة عنها في مقالاتكم الصحفية؟ وما الرسائل التي تسعون لإيصالها من خلالها؟
الموضوعات الشيقة المفيدة التي قل التطرق لها و أيضا العميقة كما اللآلي في قاع البحر ..
و أما الرسائل هي ما تحفز التفكير و الإدراك و تزيد من الوعي مما يساعد و يدفع القارئ على تحقيق أهدافه عن طريق إرساء قناعات بإمكانية التغيير والنمو والقدرة على التأثير في واقعه ومجتمعه للأفضل مع الحرص في مقالاتي الصحفية على التنوع لما هو مفيد من وجهة نظري ومن أكثر الموضوعات التي أكتب عنه ما يتعلق بـ:
• الأمور و المناسبات الوطنية
• التفكير الإيجابي والمرونة النفسية في مواجهة تحديات الحياة.
• الصحافة
• الإقتصاد
• التكنولوجيا و الذكاء الإصطناعي.
• السير للمتميزين و قصص نجاحهم.
• التنمية الذاتية وتمكين الأفراد وتقديم أدوات وأفكار عملية لتحسين حياتهم.
• الإدارة و ريادة الأعمال والابتكار.
• مواقف و مواضيع يحكمها الوقت و الحدث تتشكل من غير تخطيط و تكون مؤثرة فيني و تجود بها القريحة.
11. كيف تقيمون واقع الصحافة في ظل تنامي منصات التواصل الاجتماعي؟ وهل ترون أنها تهدد الصحافة الجادة أم تعزز حضورها؟
المنصات الاجتماعية لا تهدد الصحافة بل تعزز حضورها حيث جمهور أوسع وأكثر تفاعلية فيجب على المؤسسات الصحفية أن تجاري العصر و التطورات و تتكيف مع المشهد الإعلامي الجديد و تستفيد من وسائل التواصل في تحقيق رسالتها من تثقيف و و عي للمجتمع
فوسائل التواصل هي أداة يكمن أمرها و الحكمة في إستثمارها و الإستفادة منها في تحقيق أهدافنا وتقديم محتوى يكون بجودة عالية و في إطار من التميز و الإبتكار و الموثوقية.
12. ما أكبر تحد واجهتموه خلال مسيرتكم المهنية؟ وكيف تعاملتم معه؟
إدراك أن التنوع قوة و عمق و كان العمل من هذا المنطلق هو التحدي حيث أن أمور الحياة تكمل بعضها البعض و تتجلى نقاط التقاطع بينها فكان ذلك يحتم تقديم قيمة فريدة تتعاطى مع خبراتي المختلفة و مسيرة حياتي لإفادة الجمهور يكون مبني على الجودة والتميز من خلال رؤية واضحة.
13. لو عاد بكم الزمن، هل كنتم ستسلكون نفس المسار المهني والتعليمي؟
أنا ممتن للتجارب التي مررت بها بكل أشكلها فهي التي شكلتني وجعلتني ما أنا عليه اليوم و نسأل الله الخيرة في جميع أمورنا
يقول جون سي. ماكسويل خبير في القيادة “التعلم من الماضي هو الطريق الوحيد لبناء مستقبل أفضل.”
14. ما القيم التي تحرصون على غرسها لدى المتدربين خلال دوراتكم وبرامجكم التدريبية؟
بإختصار:
• البساطة
• الممارسة و التطبيق العملي.
• مواصلة التعلم و إكتساب المهارات.
15. من خلال خبراتكم المتعددة في مجالات الاقتصاد والتدريب والتنمية الذاتية، كيف ترون فرص تطوير هذه المجالات في دول مثل موريتانيا؟ وهل سبق لكم التعاون مع جهات أو مبادرات موريتانية في هذا الإطار؟
حقيقة لم تعد ما ذكرت مجالات بل أضحت ” إسلوب حياة Life Style “لهذا العصر سريع التطور فلا خيار و لا جدال في الحرص عليها و تطويرها و تحقيق النتائج بتوفيق الله
الشعب الموريتاني الشقيق شعب مثقف و طموح بالإضافة أن لدى موريتانيا إمكانيات هائلة (ثروات طبيعية، وموقع إستراتيجي و إستقرار وتنمية متسارعة و هذا ما أظهرة نمو الناتج المحلي الإجمالي (GDP)المتوقع هذا العام بمقدار 4 % إلى 6%، حسب تقديرات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي فالتفاؤل موجود لمستقبل واعد و زاهر.
لم يسبق لي التعاون بشكل مباشر مع جهات أو مبادرات موريتانية حتى الآن ، لكنني أسعد و أتشرف تعاون و تنسيق حيث أؤمن بأهمية تبادل الخبرات والتعاون مع مختلف الدول العربية لتحقيق التنمية الشاملة. وأنا على استعداد لدراسة أي فرص للتعاون في هذا الإطار.
ولكن لا بد أن أشير وأنوه هنا بإعتزاز بتواصلي مع صحيفة” الحدث ميديا” متمثلة بالأخ الأستاذ محمد سالم الشنقيطي التي من خلالها كان لنا إطلالة أسعدتنا على الأشقاء في موريتانيا الحبيبة.
16 . ختاما، ما هو مشروعكم القادم؟ وهل هناك رسالة خاصة تودون توجيهها إلى المجتمع أو فئة الشباب تحديدا؟
هناك العديد من المشاريع القادمة حاليا منها مكتب للإستشارات الإدارية و التدريبية و إصدار كتابي الرابع ” ماقل ودل في الإدارة ” الذي سيكون بطريقة غرافيك (رسوم بيانية فقط) لأهم المواضيع في الإدارة و ذلك تسهيلا للقارئ ( الصورة عن ألف كلمة كما يقال) وهناك أمور قيد الدراسة سوف أعلن عنها في حينها و نسأل لنا و لكم التوفيق .
رسالتي الخاصة إلى المجتمع وفئة الشباب تحديدا هي:
“استثمروا في أنفسكم باستمرار من خلال زيادة المعرفة و إكتساب المهارات و هي ما تواجهون بها تحديات المستقبل وتحقق لكم الطموحات و ترك بصمة إيجابية في هذا العالم.”
وكما قال الشاعر الموريتاني سيدي محمد ولد بمبا( أمير الشعراء):
أنَا ذَاكَ الَّذِي لَمْ تَعْرِفِ اليَأْسَ مُقْلَتُهْ
وَلَا خَانَ عِزَّ الْجَبِينِ انْحِنَاءُ
أَنَا ابْنُ الْفَلاَةِ الْوَاسِعَاتِ وَمَا رَضِي
بِغَيْرِ السَّمَاءِ لِطُمُوحِيَ فِنَاء
دمتم بخير و سعادة.
حاوره: المدير الناشر – محمد سالم المختار الشيخ
الحدث ميديا – إبريل 2025