عشر سنوات من العطاء في وادان: محمد محمود ولد أميه… البدر الذي يُفتقد في الليلة الظلماء

سيذكرني قومي إذا جد جدهم*وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
بهذه الأبيات الخالدة للشاعر الجاهلي طرفة بن العبد، نستحضر سيرة رجل حمل هم وادان، مدينة التاريخ والعلم والتمر، على كتفيه لعشر سنوات كاملة، فكان البدر في سمائها، والمصباح في دروبها، والعمدة الذي ترك بصمة لا تمحى.
وادان: واد من علم وتمر وكرامة
مدينة “وادان” أو “وادادن” كما يسميها أبناؤها، هي جوهرة آدرار، ومهد حضارات لا تزال آثارها شاهدة على عظمة الماضي. مدينة حفرت في ذاكرة الوطن، وحفرت في قلب محمد محمود ولد أميه، الذي لم يدخر جهدا في خدمتها طوال عقد من الزمن.
إنجازات ملموسة… وأثر باق
في عهد محمد محمود ولد أميه، تحولت وادان من بلدة تاريخية إلى ورشة عمل نابضة بالحياة:
في مجال البنية التحتية:
بناء إعدادية تنللب التي أصبحت منارات علمية جديدة لأبناء المنطقة.
مشروع فضاء الشباب، والذي يضم ملعبا وفضاء ثقافيا، فتح المجال أمام الطاقات الشابة للتعبير والنمو.
توسعة الشبكة الكهربائية لتشمل جميع أحياء المدينة، ما أنهى عزلة مناطق كثيرة.
تزويد المدينة بالمياه العذبة وحفر آبار جديدة، ما ساهم في تعزيز الأمن المائي للسكان.
في التنمية الزراعية:
استصلاح 100 هكتار من الواحات النموذجية، وحفر 12 بئرا ارتوازيا لتأمين مياه الري.
مشاريع طموحة في الزراعة من شأنها خلق 600 إلى 700 فرصة عمل، مما عزز من استقرار الساكنة ودفع بعجلة التنمية المحلية.
في الحفاظ على التراث:
ترميم محظرة المسجد العتيق، وسور المدينة القديمة، كعربون وفاء لذاكرة وادان.
إعادة الاعتبار لـ شارع الأربعين عالما، وتهيئة المواقع التاريخية كمقصد للزوار.
كلب الريشات… من ظاهرة جيولوجية إلى معلم عالمي
ضمن الرؤية السياحية المتكاملة، أولى ولد أميه اهتماما كبيرا بـ “كلب الريشات”، المعروف أيضا بـ”عين إفريقيا”. هذا التكوين الجيولوجي الفريد، الواقع على بعد كيلومترات قليلة من وادان، نفض عنه غبار النسيان، ليصبح اليوم معلما سياحيا عالميا ومثار إعجاب للعلماء والمسافرين على حد سواء.
خاتمة: البصمة التي لا تزول
ما حققه محمد محمود ولد أميه خلال عشر سنوات في وادان، ليس مجرد سلسلة من المشاريع، بل هو تاريخ حي مكتوب على الأرض، تقرأ آثاره في الطرقات، وتلمس في تفاصيل الحياة اليومية، ويذكر في دعاء الأمهات، وأحاديث الشيوخ، وطموحات الشباب.
لقد كان من طينة الكبار، من أولئك الذين يصنعون المجد بصمت، ويرحلون ويظل أثرهم باقيا.
وها نحن اليوم، نقولها بثقة:
في الليلة الظلماء… يُفتقد البدر.
بقلم: ابن المدينة
