سؤال العصر..لماذا تدعم أمريكا إسرائيل بصرف النظر عن علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية؟

في ضوء الأحداث السياسية المتسارعة في العالم، يبرز سؤال مهم يشغل بال الكثيرين:لماذا تدعم أمريكا إسرائيل بصرف النظر عن علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية؟ هذا السؤال يستحق الفحص الدقيق للتعرف على العوامل التاريخية، الاستراتيجية، السياسية، والاقتصادية التي تشكل هذه العلاقة المعقدة.
1.الأسباب التاريخية:
يعود الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وتأسيس”دولة”إسرائيل في عام 1948. حينها، كانت الولايات المتحدة من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل وبدأت في تقديم الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي لها. هذا الدعم استند جزئيا إلى الشعور بالمسؤولية التاريخية تجاه اليهود بعد الهولوكوست.
2. الأبعاد الاستراتيجية:
إسرائيل تعتبر شريكا استراتيجيا مهما للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. بفضل”موقعها الجغرافي” وقدراتها العسكرية، تعتبر إسرائيل حليفا قويا في منطقة مضطربة. على مر العقود، تعاونت الولايات المتحدة وإسرائيل في العديد من المجالات الأمنية والاستخباراتية، مما عزز من علاقتهما.
3. العوامل السياسية:
هناك تأثير كبير للجاليات اليهودية في الولايات المتحدة على السياسة الأمريكية. اللوبي اليهودي، مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، له تأثير كبير على صناعة القرار السياسي في واشنطن. بالإضافة إلى ذلك، يدعم العديد من الأمريكيين إسرائيل بسبب التوجهات الدينية والثقافية التي تربطهم بالشعب اليهودي.
4. القضايا الاقتصادية:
الولايات المتحدة وإسرائيل تشتركان في علاقات اقتصادية قوية تتضمن تبادلات تجارية، وتعاون في مجالات التكنولوجيا والعلوم. “إسرائيل” تعتبر واحدة من الدول الرائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار، مما يجعلها شريكا اقتصاديا مهما للولايات المتحدة.
5. التحديات والتناقضات:
على الرغم من الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل، فإن هذا لا يعني غياب التحديات والتناقضات. سياسات إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة تثير جدلا كبيرا وتؤثر على علاقاتها بالدول العربية والإسلامية. وفي بعض الأحيان، يواجه الساسة الأمريكيون صعوبة في الموازنة بين دعمهم لإسرائيل والحفاظ على علاقات جيدة مع الدول العربية والإسلامية.
الخاتمة:
يمكن القول أن الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل نابع من مجموعة من العوامل التاريخية، الاستراتيجية، السياسية، والاقتصادية. ومع ذلك، فإن هذا الدعم قد أضر بمكانة الولايات المتحدة في العالمين العربي والإسلامي. من أجل تحسين علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، يجب على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في سياساتها وتعمل على تحقيق توازن أكثر فعالية بين مصالحها مع إسرائيل ومصالحها في المنطقة العربية والإسلامية.
الحدث ميديا