القول الفصل..تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
إزالَة التَّخبِيص، و حِيص بِيص، وَاتلُوصِيص ؛ و كذا التَّخنِيس، و التدليس، و التدلِيس،، وَاتبَهْنِيس، واتفَوْسِيس ؛ عن هَرطَقَة، و هَرتَلَة، و هَرسَلَة، و جَعجَعَة، و بَهرَجَة، و زَحلَقة، و حَذلَقَة، و فَذلَكَة، و شَنشَنة، ودَندَنة، و طَنطَنة، و خَربَشَة، و زَركَشَة، مَن يَنسِب نَفسهُ، لِلعِلم، و العُلَماء ؛ في ادِّعائه المَنحوس، و المَغشوش، حول مُوافَقَة، يوم مولده صلى الله عليه وسلم، الاثنين:( 12 ربيع الأول )، يوم وفاته، و حاشى، صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: { إن الله و ملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين ٱمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما }، الٱية.
إنّي مُؤمِنٌ بِأنَّ أحمَدَ مُرسَلُ “” و أَنَا بِما شَهِدَ المُهيْمِنُ أَشْهَدُ
شَهِدتُ بِأَنَّ الله لاَ رَبَّ غيرهُ “” كَما شَهِدَ النبيُّ محمَّدُ.
نَعَمْ :
يا مَن غَدَا ناظِرًا فِيمَا جَمَعتُ و قد ** أَضحى يُرَدِّدُ في أَفْنائِهِ النَّظَرَا
سَأَلتُكَ الله إنْ عايَنتَ مِن خَطَإٍ فَاسْتُر ** عَلَيَّ فَخَيْْر الناس مَن سَتَرَا.
فقد جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: ~ إنَّ الله سِتِّيرٌ، يُحِبُّ السّتر ~، الحديث الشريف.
الحمد لله رب، و الصلاة و السلام على ؛ مَن أوتى الحكمة و فَصل الخِطاب، النور المُبِين، و الصراط المستقبم، ما سَلَكَ سالِكٌ، مَسلَكَ الصواب، و نَطَقَ ناطِقٌ، بالحكمة و جَذوَة الأَلْباب.
إمامُ المُوحِدِين، العَبد المَبعوثُ رحمة للعالَمِين ؛ بِالكَلِمَة الجامعة لِمَراتِب التوحيد : ( لا إله إلا الله )، المُؤَيَّد بِتَأيِيد : ( و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى ) الٱية.
المُقَرَّبُ بِتَقرِيب : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله )الٱية.
الوسيلة العُظمى، و صاحب الشفاعة الكُبْرى ؛ أَكرَمُ الشفعاء يوم الفَزَعِ الأكبر، في كَشف هَوْله، و تفرِيج كَربه ؛ ذى الكَمال الزاهِر، و الفضل الوافر، مَن أَضاءت في سَماء الفضل، شَمس عُلاه، و تَحَلَّت بِسَنى مَحبته، و التعلق به، و التمسك بشريعته ؛ العُقول، و الشِّفاه.
الغوثُ الفَرد الجامِع، البُرهانُ الساطِع، الفُرقان القاطِع ؛ عَيْن الرحمة المُرسَلَة، سِرّ الحكمة المُنزَلَة، أرسَلَهُ داعيًا إلى الحق، شاهِدًا على الخَلْق ؛ فَبَلَّغَ الرسالة، و نَصَحَ في الدّلالَة، و أوضَحَ المَقالَة ؛ خُلاصَة العالَم، سَيِّد وَلَد ٱدَم، الفاتِح الخاتَم ؛ أبى القاسم، النبي المُصطَفى، و الرسول المُجتَبى، و القُدوَةُ المُفَدَّى، مِصباح الهُدى، و قِبْلَة الرَّجا، و نُور الدُّجى، و الحَبِيب المُرتَضى، و بَحر النَّدى، أفضَلُ الخَلْقِ جُودًا و أكرَمهُم نَدى ؛ بُعِثَ و مَعلَمُ طَرِيق الإيمان قد عَفى، و نوره خَفى، فَشَيَّدَ مِنهُ ما عَفى، و شَفى بِكَلِمَةِ التوحيد مَن كان على شَفا ؛ مَن رِياضُ زَهرِ المَلَكُوتِ، بِزَهرِ جَماله مُونِقَة، و حِياضُ الجَبَرُوتِ، بِفَيْضِ أَنواره مُتَوَقِّدَة ؛ خَيْرُ مَن حَضَرَ النَّوادي، و أَبَر مَن رَكِبَ الخَوادي، و فاقَ اللُّيُوث العَوادي ؛ السَّيِّدُ الجَلِيل، المَذكُور في التوراة و الإنجِيل، حامِل لِواء التنزِيل، المُؤَيَّد بِجِبرِيل عليه السلام ؛ مَن صلى الله عليه وسلم، كَلامُهُ هو الذي قَلَّ عَدَد حُرُوفه، و كَثُرَ عَدَد مَعانِيه، و جَلَّ عن الصَّنعَة، و نُزِّهَ عن التَّكَلُّفِ، استَعمَلَ المَبسوطَ في مَحَلِّ البَسْطَ، و المَقصورَ في مَوْضع القَصر، و هَجَرَ الغَرِيبَ الوَحشي، و رَغِبَ عن الهَجِينَ السُّوقي ؛ فَلَم يَنطِق إلاَّ بِمِيرثِ حِكمة، و لم يَتَكَلَّم إلاَّ بِكَلامٍ حُفَّ بِالعِصمَة، و شُدَّ بِالتأيّيد، و يُسِّرَ بِالتوفيق، و لم يَرى الناس ؛ كَلامًا، أَعَمَّ نَفعًا، و لا أَبْلَغَ عن مَعنًا، و لا أَبْيَنَ عن مَعناه، و لا أَدَلَّ عن فَحواه ؛ مٌن كَلامِهِ، صلى الله عليه وسلم : سيدنا، و حبيبنا، و طبيبنا، و مولانا محمد بن عبد الله بن عبد المُطلب ابن هاشِم ؛ صلى الله عليه وسلم، و مَجَّدَ، و عَظَّمَ و كَرَّمَ، و فَخَّمَ ؛ و على ٱله، و صحبه، قُدوة المُقتَدِين، صَفوَة المُهتَدِين، أَئِمَّة المُتَّقِين ؛ و تابِعِيهم بِإحسانٍ، إلى يوم الدِّين.
إِيهٍ يَا مُسْلمون :
رَسُولُ إله العالَمِينَ تَعالاَ == خَدِيمكَ نادَى يا رَسولُ تَعالاَ
خَدِيمٌ بِأَقصى الغَربِ يَدعُو مُحَمَّدَا == و ليس لَهُ غير الرَّسُول مَنالاَ
فَهَبْهُ على مِقدارِ جُودِكَ مُصطَفَى == البَرايَا عَطاءًا لاَ يَخافُ زَوالاَ
عَلَيْكَ صَلاةُ الله ثمّ سَلامهُ == و تَشمَلُ أَصحابَ النَّبِيّ و الْٱَلَ
ثم أما بَعد :
فَيَرحَمُ الله الأمير، صُوفِيّ العُلَماء، و شاعِر الشُّعَراء : أحمد/ شوقي ؛ حيث يقول :
تَبَدًى مَوْلد الهادي وَ عَمَّت \\ فَضائله البَواديّ و القِصابا
و أَهدَت البَرِيَّة بِنتُ وَهْبٍ \\ يَدًا بَيْضاء طَوَّعَت الرِّقابا
لَقَد وَلَدَتهُ وَهّاجًا مُنِيرًا \\ كَما تَلِد السَّماوات الشِّهابا
فَكان على سَماء البَيْت نُورًا \\ يُضِيئُ جِبال مَكَة و الشِّعابا
أَبَا الزَّهراء قد تَجاوَزت قَدري \ بِمَدحِكَ بَيْدَ أَنَّ لِيَّ انْتِسابا
و ما بَلَغَ الفَصاحَة ذُو بَيانٍ \\ إذَا لم يَأخُذكَ لَهُ كِتابا.
فقد قال العَلاَّمَة الجَلِيل، الواصِلُ الأَصِيل ؛ قامُع البِدَعة، المُجَدِّد، الشيخ : العالِم بن محمد ابن الشيخ وَلَد اعبَيْدنا، الشَّمْسَدي، الشَّرِيفي، الحَسَني، الٱدراري ؛ الأَشْعَري، المالِكي، الشاذِلي، الشنقيطي، أطال الله بقاءه، اللهم ٱمين ؛ كَما في كِتابِهِ « إبطال حُجَج المُبتَدعين، أهل الزَّيْغ و تَكفِير المسلمين »، الطَّبْعَة الأولى 2022 م.
حيث الصفحتان، مِنهُ:( 335 ,336 )، نَقْلاً عن : ” بَحث المولد النبوي الشريف “، تَألِيف: حُجَّة الإسلام، الوَلي الزاهد، العابِد الناسّك، التَّقِيّ الوَرِع، العارِف الصَّمَداني ؛ جَلالَة، مَوْلانا العَلاَّمة، القُمامُ، الهُمامُ الهامَة، قاطِع دَابِر كل المُتَنَطِّعِين و كذا المُتَفَيْهِقِين، الشيخ: محمد بن مفتاح بن صالِح أَلْفاغَ حَيْبَلاَّ، الأَشْعَري، المالكي، التِّيجاني، الإبرهِيمي ؛الشَّرِيفي، الحَسَني، الشنقيطي، قَدَّسَ الله سِرَّهُ، و نَوَّرَ ضَرِيحهُ، و صَبَّ شَٱبِيب الرحمة على قَبره، اللهم ٱمين ؛ كما في الصفحتان مِنهُ:( 20، 21 ) ؛ المُتَوفّى: 2022 م.
حيث قد قال ؛ ما نَصُّهُ و فَصُّهُ و حَرفُهُ: “[ هذا و بَعضُ المُتَنَطِّعِين اليوم يقولونإنّ مَن احتَفَل بميلاده صلى الله عليه وسلم يوم الثاني عشر من ربيع الأول فقد احتفل بتاريخ وفاته صلى الله عليه وسلم أيضاً.
و الحقيقة أنَّ القول باتفاق تاريخ المولد و الوقاية قولٌ باطِلٌ ؛ بَلْ تارخهما مُتغايرٌ تَغايرًا يُثبتهُ ما وَرَدَ في صَحِيحي البخاري و مسلم من حديث طارق بن شِهاب رضي الله عنه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ رَجُلاً من إليهود قال له: يا أمير المؤمنين ٱيَة نَزَلت في كِتابكم تَقرَؤونها لو علينا مَعشَر إليهود نَزَلَت لاتّخذنا ذالك اليوم عِيدًا.
قال؛ أَي ٱيَة؟، قال: { اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }، سورة المائدة ؛ الٱية 3.
قال عمر : « قد عَرفنا ذالك اليوم و المَكان الذي نَزَلت فِيهِ على النبي صلى الله عليه وسلم و هو قائِمٌ بِعَرَفَة يوم الجُمعة »./ انظُر صحيح البُخاري رقم: 45, 4145, 4330, 6840, و مسلم رقم 7710, 7711, 7713.
قُلتُ: و بناء على هذا الحديث الصحيح : فإنه لا شك في نُزول الٱية الكريمة يوم: ( الجُمعة 9 مِن ذي الحِجة )، كما أنه لا خِلاف عند عُلَماء المسلمين في وَفاته صلى الله عليه وسلم ( في يوم الاثنين مِن شَهرِ ربيع الأول لِثُبوت ذالك في الصحيحين./ انظُر صحيح البُخاري رقم 1147, 1321, و مسلم رقم 971, 972 )، و كما لاَ خِلافَحِسابِيًّا في استِحالَة مُوافَقَة( 12 ربيع الأول ) لِيَوم الاثنين( يَوم وَفاته صلى الله عليه وسلم )، لِأَنَّ أَيَّام الاثنين الْأَوائِل مِن ربيع الأول الذي تُوُفي فِيهِ صلى الله عليه وسلم تُوافِق:( 6 و 13 ) مِنهُ على افتِراضِ كَمال كلٍّ مِن شهر ذي الحجة و مُحَرّم و صَفَر : ( 30 يوما ) ؛ و تُوافق( 7 و 14 ) منه على افتراض اثنين من هذه الأشهُر ، و توافق( 1 و 8 و 15 ) منه، على افتراض كَمال أَحَدها، و تُوافق ( 2 و 9 و 16 )منه، على افتراض نُقصان الأشهُر الثَّثَة جَمِيعًا: ( 29 يَوما ).
و عَلَيْهِ يَستَحِيل أنْ يَكون ثاني عَشَر ربيع الأول مِن العام الذي تُوفي فِيهِ صلى الله عليه وسلم غير يَوْم الأَحَد أو السَّبت أو الجُمعة أو الخَمِيس.
و لا تُوجَد صُورَة أُخرى تَحتَمِل كونهُ يَوْم الاثنين ]”. إنتهى مِنهُ بِلازيادة.
و في ٱخِرَةٍ ؛ نسأل الله، حُسْنَ الخاتمة، اللهم ٱمين :
أَسِيرُ الخَطايَا عِندَ بابِكَ وَاقِفُ ^^ على وَجَلٍ مِمّا بِهِ أَنتَ عارِفُ
يَخافُ ذُنُوبًا لم يَغِب عَنكَ غَيْبُها ^^ و يَرجُوكَ فِيهَا فَهو رَاجٍ وَخائِفُ
و مَن ذَا الذي يُرَجّى سِواكَ و يُتَّقى ^^ و مالَكَ في فَصلِ القَضاءِ مُخالِفُ
فَيَا سَيِّدي لا تُخزِيني في صَحِيفَتي ^^ إذَا نُشِّرَت يَوْمَ الحِسابِ الصَّحائِفُ
وَكُنْ مُؤنِسي في ظُلْمَةِ القَبْرِ عِندَ مَا ^^ يَصُدُّوا ذَوُوا القُربى و يَجْفُو المُٱلِفُ
لَئِنْ ضاقَ عَنّي فَضلُكَ الواسُعُ الذي ^^ أُرَجِّي لِإسْرافي فَإنّي لَتالِفُ.
أخوكمُ ؛ في الله، و الدِّين، و الوطن، و القُربى، و العُروة الوُثقى محمد سعيد بن باب أحمد ابن الشيخ المُصطَف ولد الْعَرَبي، الأَبْياري ؛ الأشعري، المالكي، التِّيجاني، الحافظي، الشنقيطي ؛ ابي تلميت مُقاطعة، و لا فخر.
و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.